بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
و نصلى ونسلم على سيدنا محمد خير الأنام و رسول رب العالمين الذى أقر بالوحدانية من فوق سبع سموات و على آله و صحبه و سلم .
و بعد
على مدار القرن الماضى و بعد تطور الثورة الصناعية و استحداث كثير من الآلات و الإختراعات الحديثة و منها مراكب الفضاء و المراصد العملاقة و ظهر كثير من التطور فى حياة الإنسان بدأ يتطلع إلى محيط أوسع من الأرض و صعد إلى القمر و أرسل مراكب إلى المريخ بدأ التساؤل هل فى هذا الفضاء الهائل حضارات أخرى و هل هى أكثر ذكاءا و أكثر تطورا و هل هى حضارات مسالمة أم عدوانية و هل الكواكب هذه فيها حياة مماثلة لحياتنا على الأرض أم بعيدة عن مجرتنا و مجموعتنا الشمسية و هل الكواكب هذه فيها حياة مماثلة لحياتنا على الأرض . كل هذه التساؤلات دارت فى خلد الإنسان الذى تطورت حياته بشكل مذهل و لم يكن لها مثيل من قبل .
و منذ أربعينات القرن الماضى بدأت تظهر روايات عن أطباق طائرة و روايات فى هذا الشأن و انتساب هذه الأطباق إلى سكان فضائيين جاؤوا إلى الأرض ليتعرفوا عليه أو يعرفوا عنه و بعضهم تمادى فى الرواية إلى أنهم يخططون لغزو الأرض " أى أن سكان الفضاء الذى جاؤوا بأطباق طائرة أو مركباتهم التى تشبه الأطباق الطائرة جاءوا لغزو الأرض ، و أصبحت مادة للخيال العلمى ، دارت حولها آلاف الكتب و عشرات الأفلام السينمائية .
و وصل ببعض الجامعات و علماء هذا المجال إلى إرسال رسائل إلى الفضاء الخارجى على أنها رسائل إلى سكان الفضاء فى الكواكب البعيدة على الأرض من هذه الرسائل صور و أغنيات كما سيتم بيانه فى الباب الأول لهذا البحث فى الفصل الأول ـــ و فى الفصل الثانى سوف نبينفشل هذه الفكرة التى ترقى إلى مستوى النظرية عندهم لأن إلى الآن لم يدعمها دليل علمى .
و بعد ذلك فى الباب الثانى سوف نبين من هم سكان السماء ، و هل هذه حقيقة أم خيال و من القرآن الكريم و السنة المطهرة ؟
و القرآن الكريم يبين بأن سكان السماء هم الملائكة الكرام .
و هى مخلوقات نورانية مجبورة على طاعته سبحانه و تعالى فى ديمومية ذكر لله و لا تعصى الله ما أمرهم به و هى أصناف متعددة منها الكبار العظام و هم جبريل و إسرافيل و ميكائيل و عزرائيل و لكل واحد منهم وظيفته التى خصها الله بها .
و منهم حملة العرش و منهم خزنة الجنة و النار و منهم أصناف أخرى سوف نذكرها بعد ذلك سوف نبين أعمالهم التى وكلها الله بها غير العبادة لله و التسبيح و التقديس له و كذلك سنبين إفادتها للإنسان و ارتباطها الوثيق به و خاصة أهل الخير . وأخيرا كيف نصل إلى درجتهم بل كيف نسبق درجتهم و كيف نستفيد من علومهم و الإرتقاء إلى مستوى رقيهم و الأخذ من علومهم لا يكون إلا للمسلمين فقط لو أراد أحد أن يحصل على هذا الرقى فلا بد أن يسلم أولا فنسأل الله التوفيق و السداد و أن نكون قد حاولنا تقديم بحث جيد ينتفع به الناس فينفعنا الله به فى آخرتنا .
و الله الموفق
مقدمه
أ / ناصر بدر